مع حلول شهر رمضان الفضيل، ترتسم البسمة على الوجوه والفرحة في القلوب، استقبالا لهذا الشهر العظيم الذي له عبق مميز وسحر خاص وأجواء اسلامية مميزة لا مثيل لها. ولكن مع الأسف الشديد، هنالك عدو خطير يحاول ان يشوه وجه هذا الشهر المبارك ويسلب منه كل المعاني السامية النبيلة وفرحة المشاعر الروحانية العميقة.
أنه ليس عدو من دولة معادية يريد محاربة أمتنا العربية سياسيا كما قد يعتقد البعض! وليس عدو أجنبي يريد محاربة الاسلام والمسلمين! انما هو ببساطه عدو يعيش بيننا ومعنا.. يقاسمنا تقاليدنا وعاداتنا ومسكننا وطعامنا وشرابنا! ان العدو ببساطة هو...... نحن!!! نعم.. نحن الذين مع الأسف نحاول تشويه وجه رمضان السموح الجميل السامي، ونغير ملامحه النبيلة الحقيقية ورسالته الدينية الأصيله، ونعتبره شهر ثقيل علينا نتأفف منه ونتضجر من الصيام فيه، بدل أن نتذكر أن هذا الشهر الكريم هو فرصة نادرة ومناسبة عظيمة لنتقرب فيه وعن طريق الصيام والقيام من الله تعالى
نحن الذين بدل ان نستغل كل لحظه من يومنا في العبادة والصلاة وقراءة القرآن الكريم، نقضي نهارنا نياما خاملين متكاسلين متذمرين، لا نفكر الا بالاكل والشرب منتظرين بفارغ الصبر لحظة الافطار، لنهجم على مائدة عامرة بأصناف وأنواع تكفي لاطعام 5 عائلات.
نحن الذين بدل ان نلتم مع الاهل والجيران والاصدقاء لنتسامر ونسهر ونتثقف دينيا ونردد الاناشيد الملتزمة والاهازيج، بدل ذلك شكونا من تعبنا وارهاقنا طيلة اليوم بسبب الصيام، وبحثنا عن متعة رخيصة ولهو وتسلية بمتابعة برامج الفضائيات الغنية بالخلاعة والرقص والاغراء.
نحن الذين ظلمنا رمضان، واعتبرناه عبئا وحملا مرهقا من الصعب أن نتحمل وطأته، بدل أن ننظر اليه كمناسبة رائعة لنهذب انفسنا عن طريق حرمانها من الملذات والشهوات، نحن من نحاول ان يجعل رمضان يفقد معناه الروحاني، نحن من شوهنا هدفه وروعته وجماله، نحن من ظلمنا هذه الشهر الفضيل.
سامحنا ايها الشهر العظيم الفضيل.. وساعدنا أن نقوي ايماننا ونعتبرك فرصتنا للصيام عن الطعام والشراب والمعصية والذنوب، وسبيلنا للتقرب من الله عز وجل والتكافل والرحمة والعطاء..